نصائح ذهبية للتعامل مع المراهقين
* تصاحب التغييرات الفسيولوجية الحادثة في جسم المراهقين (والتي تبدأ منذ الثالثة عشرة من العمر) تغييرات أخرى في بعض السلوكيات والأفكار، وتنعكس هذه التغييرات على المحيط الخارجي للمراهق سواء كان طالبا أو طالبة، مما يشكل صعوبة في التعامل معه داخل البيت وداخل المدرسة.
يقول الدكتور محمد سفيان الصفدي مدير الوحدة الصحية بمحافظة الدوادمي :
عندما نتكلم عن المراهقة عند الطرفين يجب أن ننصف الطرفين ونعترف بأن المسؤولية تقع أولا علينا كأولياء أمور ومربين وإداريين ومرشدين للطلاب وجهات أخرى كالأطباء وخصوصا أطباء وطبيبات الصحة المدرسية حيث أن تعاملهم مباشر مع الطرفين وتقع المسؤولية ثانيا على الطرفين معا.
وعن كيفية التعامل مع الطالب أو الطالبة في مرحلة المراهقة ـ يقول الدكتور ألصفدي :
ـ يعامل المراهق أو المراهقة معاملة الكبار ونشركه في مشاكل الأسرة ونحترم رأيه.
ـ نشعر المراهق بالإخلاص والاحترام لكيانه فيحترم نفسه وينعكس ذلك الاحترام على العالم الخارجي.
ـ نعلم المراهق معنى الشرف ومعايرته بالخطأ ونتجنب مقابلة الغضب بالغضب بل نكون قدوة حسنة له في الرزانة وضبط النفس.
ـ نجعله يلمس نتائج سلوكه الخاطئ بطريق غير مباشر وبذلك تزداد ثقته فينا ويبتعد عن السلوك الخاطئ في المرات القادمة.
ـ لا نحرم المراهق من اكتساب الخبرة وتعود الانضباط وذلك بعدم منعه من مجالسة الرجال.
ـ وكذلك الحال بالنسبة للمراهقات وبذلك نعطيهم مكانتهم في المجتمع ويتعلمون السلوك المهذب ممن هم اكبر سنا ومقاما وتجربة.
ـ نعطي المراهق أو المراهقة الفرصة لكي يتحقق أن الوالد أو الوالدة أو المدرس صديق كبير له يستطيع أن يساعده في حل مشكلاته التي هي ليست قاصرة عليه وحده بل هي تواجه كثيرا من الشباب والشابات في هذه المرحلة من العمر.
ـ ولنا في القرآن الكريم وهدي رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الدليل الواضح والأسوة الحسنة فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي).
ويضيف د. حمود القشعان قائلا إن علاقة الأم والأب داخل الأسرة وطريقة تعاملهما هي أساس ومرتكز التربية خاصة في مرحلة المراهقة وتعتبر هذه العلاقة بوابة الدخول لجميع السلوكيات السليمة لدى المراهق إذ يشكل عامل الخوف من انفصال الأبوين في نظر الأبناء 50% من مصادر القلق والاضطراب لديهم.
وأكد الدكتور القشعان ـ الحاصل على دكتوراه في العلاقات الزوجية وماجستير المراهقة والطفولة وإدارة الخدمات الاستشارية بمكتب الإنماء الاجتماعي ـ إن التعبير المباشر عن الحب هو أهم الأشياء التي نفقدها في تعاملنا مع أبنائنا إضافة إلى معتقداتنا الخاطئة التي تشعرهم بالإحباط فقال "اعتقاداتنا هي واقعنا.. لذلك أحسنوا هذه المعتقدات لأنها تصبح واقعا.." وذكر أهمية الأمن النفسي لدى الطفل والتي أهمها ألا يضرب أو يهان وأضاف إن الطفل يعطي الولاء لمن يخدمه ويمنحه الوقت والرعاية الأمر الذي يبرر تعلق كثيرا من أطفالنا بالخادمات.
وحدد الدكتور القشعان مجموعة من المشكلات التي تشغل المراهق منها ما يتعلق بالصحة الجسمية والمظهر الخارجي والتي تبدأ من سن السادسة عشرة حيث يبدأ المراهق بملاحظة مظهره الخارجي بدقة شديدة وقلق وكذلك الأمور المتعلقة بتكوين شخصيته وهنا يعلق الدكتور القشعان قائلا "علينا أن نزرع الثقة بأنفسهم ونؤكد لهم ذكورا وإناثا أن الإنسان القوي لا يمكن أن تؤثر عليه أي قوة خارجية مثل أصدقاء السوء أو التيارات الهدامة ونثبت لهم ذلك عن طريق التجربة فمثلا لو أحضرنا عبوة مليئة وحاولنا الضغط عليها فإننا لا نستطيع فعل ما يغير ما بداخلها أو حتى مظهرها الخارجي بعكس العبوة الفارغة من الداخل حيث يمكن التأثير عليها بسهولة..".
وأضاف أن هناك مشكلات خاصة بمدى فاعلية أسرته وان علينا تشجيعهم وتحميلهم ما يحبونه من مسؤوليات لكي نبعدهم عن سلبية التفاعل مع الآخرين وبعيدا عن مقارنتهم بغيرهم لما تسببه هذه المقارنة من احباطات.
وينصح الآباء بأهمية الالتزام بالمبادئ والسلوكيات السليمة أمام الأبناء لأن الأطفال يتأثرون بسلوكنا أكثر مما يتأثرون بأقوالنا وأنهم يتصيدون أخطاء آبائهم.. ويستشهد بالسنة النبوية حيث كان عليه الصلاة والسلام يربي بالأفعال وليس الأقوال.
كما نوه إلى عدد من الطرق التي تهدف إلى كسب المراهق والتي على الآباء تطبيقها وان لم تكن مقنعة بالنسبة لهم حيث اعتبر الآباء يعانون من الاحتراق الداخلي وهو التعامل مع الأبناء منها (دعه يشعر انك تحترمه مثل التحدث إليه كالكبار كأن تعطيه كنية يحبها أو لقبا أسوة بالمشاهير من القدوات، كون صداقة مباشرة معه مثل مصافحته أمام الآخرين ومعرفة هواياته واهتماماته والابتسام دائما في وداعه أو لقائه، مشاركته في الرأي والأنشطة، لا تستخدم العقاب البدني أو العنف اللفظي، انصحه على انفراد وامدحه على الملأ، دعه يعلمك مهارة يجيدها أو معلومة يعرفها..).
كما وضع الدكتور القشعان عددا من الأسباب التي تعود لفشل الآباء في حوار المراهقين موجها بذلك لأمور قلما ينتبه لها الآباء منها (أن يكون الوقت أو المكان غير مناسب، أو أن النقاش والتوجيه يشبه الاستجواب والتقريع، التركيز على السلبيات قبل الايجابيات والاختلافات قبل الاتفاقيات، استخدام بعض الكلمات الجارحة أو المحبطة مثل "كله منك، عمرك ما، هذا طبعك، لا فائدة منك، أنت فاشل، قليل الأدب، ارتفاع نبرة الصوت لدرجة التحدي وبهدف الإسكات).