أثبتت الأيام الماضية أن الشعب السعودي غير كل الشعوب، ولا يمكن أن تفككه زمرة من المنحرفين الذين يبحثون عن الشهرة عن طريق وضع الشباب السعودي في المنزلق الذي وقع فيه غيرهم؛ فكانت الكلمة التي دوت في أرجاء الوطن "لا للمظاهرات، لا لكل ما يُعكّر أمن الوطن، لا لوصاية المنشقين الذين يعيشون خارج الوطن ويريدون تمزيق وحدته".
لقد أدرك أولئك المرجفون حجم العلاقة الكبيرة التي تربط بين القيادة بالشعب، وأذهل ذلك التلاحم شعوب العالم كافة؛ حيث عجبت كيف أعطى شباب السعودية درساً في الوطنية لمن لا يعرفونها؛ فها هو شاب يكتب في أحد المواقع يقول: "أنا شاب، لا يوجد لدي عمل، ورغم احتياجي إليه إلا أنني أقف مع وطني، وأريد الأمن، ولا أريد العمل"، وشاب آخر يقول: "أموت في سبيل الحفاظ على أمن وطني، هؤلاء الشباب أرادوا أن يضعوا أمن الوطن فوق كل المصالح الشخصية التي ينادي بها ثرثار لندن، الذي لم يوقف نباحه - أعزكم الله - منذ افتتاحه قناة الفتنة، وانظروا إلى أعوانه، إنهم لا ينتسبون إلى الوطن، وإنما هم مرتزقة ورافضة مؤجَّرون من دول تحسد هذا الوطن على ما يعيشه من أمن وأمان واستقرار ومواقع جغرافية وتاريخية وعالمية ومنزلة لم يبلغوها ولن يبلغوها".
لقد استمعنا إلى حديث صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وهو يهنئ خادم الحرمين الشريفين بشعبه، وكانت كلماته تصدر من القلب في وصفه للشعب؛ حيث قال "شعب واعٍ.. شعب كريم.. شعب وفيّ، ومثلما نقول اليوم شكراً وهنيئاً لمليكنا بشعبه.. سنقول غداً شكراً لخادم الحرمين وهنيئاً للشعب بمليكه".
هكذا هو الوفاء من الشعب لقيادته، ومن القيادة للشعب؛ فالشعب الذي حافظ على أمن بلده جدير بأن تلبَّى مطالبه، والقيادة التي تعطي الشعب جديرة بأن يُعلَن الولاء لها والتمسك بها؛ فمنذ تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم - يحفظه الله - أعلن المشروع الإصلاحي في السعودية، كما تبنى الحوار الوطني لمعالجة كثير من الأمور الداخلية، وتمت معالجة الكثير منها ومحاربة الفساد الذي استشرى في جسد الوطن، ولن تستطيع الدولة بمفردها القضاء عليه؛ فالجميع مسؤول قيادة ومواطنين عن التكاتف للقضاء على هذا الداء الخطير.
حفظ الله وطننا وقيادتنا وشعبنا من كل مكروه، وحفظ لها أمنها وأمانها.
صالح مطر الغامدي